أثار العنوان الترويجي لحلقة برنامج “أحمر بالخط العريض” على شاشة “المؤسسة اللبنانية للإرسال” ((LBC”، الذي كان “ماذا عن الدورة الشهرية؟ ماذا عن الأعضاء التناسلية؟ عن الاختبار الأول، عن الشعور الأول، والقبلة الأولى؟ الجنس.. للأولاد فقط”، جدلاً كبيراً قبل عرض الحلقة مساء الاربعاء 28 ايلول/سبتمبر الجاري، خصوصاً بعد تحرك جمعيات أهلية تُعنى بحقوق الأولاد، وأخرى دينية.
وبعد تدخل من قبل الأمن العام الذي طلب من إدارة المحطة “أن تراعي الأصول، خصوصاً أن التلفزيون مشاع لكل الأجيال”، تم تغيير الجملة الأخيرة في الإعلان الترويجي بحيث أصبح مضمونها “التربية الجنسية في المناهج الدراسية للأولاد”، بحسب ما أوردته جريدة “السفير”.
وقد استغرب رئيس مجلس إدارة “المؤسسة اللبنانيّة للإرسال” الشيخ بيار الضاهر، في اتصال بجريدة “النهار”، “الشائعات وتكبير الموضوع، في حين ان الحلقة علمية الطابع، طبية المضمون، الهدف منها بحث موضوع التربية الجنسية في المناهج الدراسية، في حضور اختصاصيين تربويين ونفسيين”. وأكد “حرص المؤسسة على الأخلاقيات المهنية والإعلامية، ولا سيما ما يتعلق بنوعية البرامج الموجَّهة الى الصغار”.
وأوردت “النهار” في سياق الخبر الذي نشرته عن القضية في عدد الخميس 29 أيلول أن “من الشائعات التي راجت بالتزامن مع تواصل الأفرقاء المعنيين في الشأن، أن الأمن العام أوقف البرنامج”، وتابعت أنه “في حين نفت المؤسسة اللبنانيّة للإرسال ذلك، أكد رئيس مكتب الاعلام في الامن العام العقيد منير عقيقي لها ان قرار منع الحلقة أو عدمه ليس من صلاحية الأمن العام وحده. فالقرار يؤخذ بالتشاور مع النيابة العامة التمييزية بالتنسيق مع وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام، وما تم تداوله في الإعلام عن ان الحلقة مخلّة بأخلاق الأولاد، تم بناؤه على أساس الإعلان الترويجي للحلقة قبل ان يقف أحد على ما تتضمنه. أما الحكم النهائي على أخلاقية الحلقة، فلا يمكن النطق به إلا بعد انتهاء عرضها المباشر على الهواء، وفق ما جاء في قانون الإعلام المرئي والمسموع”.
وفي السياق ذاته، عقد المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع جلسة طارئة في مقره في اليوم نفسه، وأصدر بياناً أوضح فيه أنه “ناقش ما ورد إليه من اتصالات ومراجعات عن الإعلان الذي بثته المؤسسة اللبنانية للارسال عن حلقة ستبثها ضمن برنامج أحمر بالخط العريض، والذي تضمن إشارة إلى موضوعها المتعلق بالأطفال والجنس، علماً أن الإعلانات الترويجية للحلقة تم بثها في توقيت متعارف عليه لمشاهدة الأطفال، وهو ما يخالف الأحكام الواردة في قانون الإعلام المرئي والمسموع ودفاتر الشروط النموذجية من حيث المبدأ”. لافتاً الى أنه “وجّه كتاباً إلى إدارة المؤسسة المعنية ينبّهها فيه إلى المخالفات التي قد ينطوي عليها مضمون الحلقة وفقاً لما تضمّنه الإعلان المذكور”.
الى ذلك، ذكرت جريدة “الديار” في عددها الصادر يوم الخميس 29 ايلول أن “اتصالات جرت على أعلى المستويات حول حلقة برنامج أحمر بالخط العريض عن الاطفال والجنس”، مشيرة الى ان “المجلس الوطني للاعلام عقد اجتماعاً لهذه الغاية، وبعد اتصالات برئيس مجلس ادارة المحطة بيار الضاهر، تراجع الاخير وقام بحذف اكثر من 40% من الحلقة وتحديداً بعض المقاطع المرفوضة، وعندها تم السماح له بنشر الحلقة”.
واتصل مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية “سكايز” (عيون سمير قصير) بمقدم البرنامج الاعلامي مالك مكتبي صباح الخميس للوقوف منه على حقيقة ما جرى، إلا أنه رفض التعليق شخصياً على الامر، وطلب منا الاتصال بالشيخ بيار الضاهر لمعرفة المستجدات، ولكن مكتب الاخير حوّلنا الى المكتب الاعلامي للمؤسسة الذي أكد أنه “بالامكان الاكتفاء بما صرّح به أمس عن الموضوع ونشرته الصحف، ولا يوجد أي شيء إضافي”.
Leave a comment