عمّان ـ “سكايز”
انتقدت الفنانة الأردنية رانيا إسماعيل، التلفزيون الأردني ونقابة الفنانين، في مقال نشرته في موقع “خبّرني” الأردني يوم الاربعاء 21 أيلول /سبتمبر 2011، بعد يوم واحد على وفاة الفنان الأردني محمود صايمة بعد صراع مع مرض الكلى. وهاجمت إسماعيل في مقالها التلفزيون والنقابة “لِما لهما من دور كبير في تهميش الفنان الاردني وإيصاله الى الحضيض، ومن الظلم والقهر الحاصل عليه”، وطالبت وسائل الإعلام والإعلاميين بمساعدة الفنانين لتحقيق التغيير المنشود.
وفي ما يلي نص المقال: “رحل محمود وهو يحمل في كيانه همّ الفنان الأردني، فقد ردد في الفترة الأخيرة بأنه سيلبس الكفن ويعتصم على باب الديوان الملكي لتصل قضيته وقضيتنا إلى قائد البلاد، لأننا حاولنا كفنانين وصانعي بسمة على وجوه جمهورنا الكريم أن نوصل صوتنا الى أصحاب القرار حالياً ولكن لا حياة لمن تنادي. (…).
بتّ أخاف على مستقبل أطفالي من الظلم الذي تعرضت له مؤخراً انا وبعض الزملاء في محاولة تضييق الخناق على أعمالنا التي تلامس نبض الشارع وتحكي بهموم المواطن الأردني الجبار. وحاولت مراراً التواصل مع بعض المسؤولين، لكن تبقى القضية إما محفوظة بالدرج الأمامي للمكتب أو توضع في قصاصة الورق لمحو القضية نهائيا. والدليل عدم حدوث أي تغيير على سياسة البعض، فبعض الشخصيات تدّعي بأنها تحمل همّ الفن والفنانين على أكتافها، ولكنها في الواقع تستخدم أكتافنا للصعود ورسم صورة مشرقة لها من خلال تبنّي قضايا الثقافة والفن، ولكن الأمور بدأت تنكشف.
إن مساندة الإعلام والإعلاميين أصحاب الرسالة ومواقع الانترنت وبعض الصحف، هي أملنا لحدوث التغيير، وسياسة الإصلاح التي يمضي بها الأردن يجب أن تشمل الفن والفنانين، وبالأخص بعد ان تبنّى جلالة الملك قضية الفنان الأردني، ولكن بعض الأطراف استغل اهتمام جلالته لتصفية حسابات مع بعض نجوم الكوميديا، أمثال النجم محمود صايمة (رحمه الله) والنجم حسن طبيشات والنجم حسن سبايلة والنجم موسى حجازين.
فقد حاولوا تحجيم أعمالنا بحجة أننا عملنا كثيراً في هذه الفترة وستعطى الفرصة لغيرنا، وأتساءل هل يعطى (الغير) الفرصة بوقف المبدعين الكبار عن إكمال مسيرتهم وإلغاء أحلامهم وطموحاتهم؟ وهل يعاقب نجم الكوميديا في الأردن عندما يطلب ان يقدم المزيد؟ نعم هذا ما يحدث حالياً في الأردن، لقد مرّ بخاطري مشهد من “أوليفر تويست” لتشارلز ديكنز عندما طلب المزيد من الطعام في صحنه الفارغ فعوقب بطرده من الملجأ.
أهذا ما تسعى إليه نقابة الفنانين والتلفزيون الأردني بإدارته الحالية ولا أتكلم عن التلفزيون بشكل عام، بل عن مزاجية وتحكّم الإدارات بالفنانين والموظفين؟
إن عدد نجوم الكوميديا في الأردن محدود، فهم ثروة وعلى النقابة والتلفزيون والدولة دعمهم والمحافظة عليهم وليس تحجيمهم والتقنين بإبداعاتهم، فرغم همومهم المثقلة يرسمون الضحكة على وجوه الجميع في زمن شحت فيه الابتسامة.
لقد كنت من الفنانين والفنانات الذين نحتوا بالصخر ليحفروا اسماً لهم ولو على قارعة الطريق في أحد شوارع الوطن، وهذا ليس خطأ. ولكنني أتطلع في مشواري الفني البسيط الذي بدأته منذ 1998بدراسة الفنون المسرحية، الى يد تأخذ بيدي وتدعمني كما هو حال الفنانين في العالم والدول العربية، ولكنني أفاجأ بيد كاسرة مليئة بالأغلال ومزينة بالأشواك تحاول أن تدفعني الى الهاوية، لكن هيهات ان يحصل هذا طالما أنني أتنفس، لن اسمح بتدمير أحلامي وطموحاتي التي غزلتها في مخيلتي وأنا طفلة أقف على مسرح مدرستي .
يفترض أن (نقابة الفنانين) هي بيت الإبداع، وكنت متوسمة خيراً بالنقيب الشاب الذي يقود دفتها الآن، ولكنني أصدم يوماً بعد يوم بما يسميه انجازات هي بالنهاية تحصيل حاصل من مستحقات النقابة. فقد خرج بمسيرة (دفن الفن الأردني) ليحصل على مقعد في مجلس ادارة التلفزيون الأردني، ولكن ماذا فعل للفنان الأردني سوى حضور اجتماعات أفرزت التعب النفسي لنجوم الكوميديا وتساهم وسوف تساهم في إحداث انسدادات اخرى بشرايين القلب؟ أرجو من زملائي الفنانين أصحاب الرسالة ان يعذروني، فمن حقي أن اعبّر عن رأيي كفنانة أردنية عضو في نقابة الفنانين الأردنيين، وأقول إن النقابة ربما ستفعل الكثير لنا ولكن في الأعوام القادمة، وفكرت ملياً بأن اسحب عضويتي ولكن حبي لفني ولوقف الظلم يمنعني، خاصة بعد ان مُنعنا انا وزوجي النجم حسن سبايلة من دخول مبنى التلفزيون الأردني ولم تتخذ نقابة الفنانين أي ردة فعل لرد اعتبار كرامة الفنان الأردني خوفاً من أن تخسر مقعدها في مجلس ادارة التلفزيون وهذا حقها.
وأتمنى من التلفزيون الأردني ان يتماشى ورغبة الجمهور ولا يقحم عليهم الأعمال الغريبة، فالجمهور الأردني واعٍ ومدرك لما يشاهد وليس من الضروري ان يتشابه ذوق ادارة التلفزيون مع ذوق المشاهد العام، وعليه تستطيع ادارة التلفزيون ان تشاهد ما يحلو لها دون فرضه على المواطنين الأردنيين، فقبل ان تختار النقابة والتلفزيون الأعمال، عليهما إجراء استفتاءات شعبية وليس استفتاءات فردية.
نرجو تدخّل أصحاب القرار لوقف الظلم الذي يمارسه التلفزيون بإدارته الحالية ونقابة الفنانين الأردنيين بنقيبها الحالي، اللذين يحملان سيفاً مسموماً لنجوم الكوميديا في الأردن. وأتمنى من نقيب الفنانين الحالي أن لا يظهر في وسائل الإعلام ويتحدث عنّي اذا متّ أو أصابني مكروه من جراء الظلم والقهر”.
Leave a comment